الوقت في حياة المسلم





هل شربتم عصيرا ؟ وهل صنعتموه ؟

حينما نعصر الفواكه  ، سنحصل على قدر قليل من الماء مقابل الفواكه الكثيرة أو الكبيرة ، وهذا العصير القليل نشربه ونتلذذ به وننتفع منه . أما باقية من الفواكه نرميها لعدم نفعها . فاعلم إن مثل الوقت في حياة الإنسان كذلك . ما من فوات الأعوام إلا وهي ذاهبة بلا جدوى كأنها أقشار الفواكه التي رميناها ... ومدة قليلة منها نستغلها للعبادة والعمل والإنتاج والابتكار. ألا وهي مدة قصيرة نديرة من الأعوام الطويلة !

قال الشاعر :
والوقت أنفس ما عنيت بحفظه                               وأراه أسهل ما عليك يضيع
وقال أحمد شوقي :
دقات قلب المرء قائلة له                                     إن الحياة دقائق وثواني

إن الوقت ينفذ كالسهم . غادر الغافل عن حياته . ولا يحسه إلا بعد مماته . ويوم يقوم التغابن ويبعث من مرقده ، ليدرك التحسر عن تفريط حياته .. كأنه يوم يراه لم يلبث إلا عشية أو ضحاها ...
فصدق الله الذي قال في إحدى سوره :
وَالْعَصْرِ (١)  إِنَّ الْإِنسٰنَ لَفِى خُسْرٍ (٢)

نعم ، إن الإنسان لفي خسارة . غرق في اللهو واللعب . وتعدى في الكسل والأسى . وفرط أموره . لايعرف قيمة الوقت فيفعل ما يشاء ويريده . ولكن ، هل يقصد أن الإنسان كله في خسارة ؟

أجاب الرحمن بالآية التي تليها :
إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ الصّٰلِحٰتِ وَتَوَاصَوْا۟ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا۟ بِالصَّبْرِ (٣)

إن المؤمنين الحقيقيين يخافون الله فاطر السموات والأرض . فيمتثلون أوامره ويجتنبون نواهيه . وينظمون أوقاتهم  ولا يؤجلون أعمالهم ؛ لأنهم يدرون أن موارد الموت ليس لها مصادر ، وأنهم سوف يسألون عن أوقاتهم فيما أفنوها. فالمؤمنون يدومون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ويقومون بالتواصي بالحق والصبر في الطاعة .

فيبقى سؤال ينبغي على أنفسنا .هل فعلنا مثل ما يلزم على المؤمنين الحقيقيين كما في سورة العصر كي لا نكون من الخاسرين ؟

نتمنى ذلك .

_ابنة الحليم_
Oleh : Nur Mawaddah  (Direksi IDETE)

Share this

Related Posts

Previous
Next Post »